وردت التعليقات التالية على تدوينة: شوارع سورية و أزقة الفيس بوك
و أعيد نشرها هنا بسبب اختفاءها ثم عودتها لاسباب لا علاقة لي بها!!
مع الشكر
الطبيعة الإنسانية تفرض الانسياق مع الجماعة خاصة لأولئك من المستضعفين الذين يحصلون على قوتهم الفردية من قوة الجماعة التي ينتمون إليها. علم الاجتماع الذي جلب السعادة للإنسان في المجتمع المعاصر هو ذاته من يجلب تعاسته تماما كوجهين لعملة واحدة. ما الحل إذا؟ أن تنهار المجتمعات المتحضرة ونعود جميعا إلى مجتمع الغاب حيث سيكون الجميع متساويا في الحقوق والواجبات ويكون البقاء للأقوى والأصلح؟ هذا هو الفرق بين من يعرف أن المجتمع المتحضر لا يجب أن يكون بذلك الشكل على الإطلاق، والمشكلة برأيي الشخصي هي في نقص التربية التي تفهم الإنسان المستوى الذي وصل إليه التطور البشري من أجل الترفع عن غرائز فطرة الحياة التي انتهى بها الزمن من بعيد.وائل قال:
شكرا لك. مقالة جميلة في خضم نفايات المعلومات التي تملأ عباب الإنترنت مؤخرا.
مقالة جميلة ولكنك كافأت بين من بيديه الأجهزة الأمنية والاقتصادية والسياسية وكل عوامل القوة المادية، بمن لا يملك فعليا ما يجابه به كل ذلك، بل هو خرج مناديا (بشكل سلمي) بتحسين وضعه واسترجاع حريته ممن اختطفها منه. نعم حصل استقطاب كما ذكرت ولكن ما اعتبرته حلا او سبيلا الى التهدئة هو ما يحصل بين الجماعات المتكافئة نوعا ما، فكيف بنا في الحالة السورية؟ أظن أنه علينا أن نلوم الطرف الأول الذي أظهر كل ما يدعو لتلاشي الثقة به لأن يكون هو السباق في احتواء الطرف الثاني الأعزل، وأن يقوم هو ببناء تلك المنصة، ولكن هل هو قادر على ذلك؟ لنا في مرحلة مابعد رفع حالة الطوارىء وتزايد أعداد المعتقلين والشهداء مثال.. لا أرى ذلك ممكنا، فكما قال برهان غليون النظام مفلس وفاقد الشيء لا يعطيه، وأزيد بأن النظام الفاسد لا يتفوق على نفسه.غير معرف قال:
مقالة جميلة و لكن برأي أنها تصلح فيما لو كان الحدث يحدث في مكان مجهول لدى الفرد تماما كهونولوو مثلا... إذ أنك نسيت مصادر أخرى للمعلومة هي الأهم في الاستقاء للفرد و هي التي يعتمد عليها في فلترة الأخبار التي تأتيه من النت أو الفضائيات: و هو أرض الواقع بما أن الحدث يحدث أمام عينيه و عيني أقاربه و معارفه، و ثانيا تراكم الخبرات الشخصية في التعامل مع طرف ما و معرفة أساليبه منذ عقود و تاريخه... يعني أن واحدنا لم يستيقظ بين ليلة و ضحاها و يصدق ما يقال، بل هو يعرف أن هذا هو الأسلوب المتبع فعلا...
أمر آخر لا يوجد تكافؤ بالحوار بين الأطراف و لن يكون طالما أحدهما خائف حد النخاع، أتفه مثال أنا لا أجرؤ أن أعرف باسمي لمجرد الرد عليك، فاخترت أن أكون غير معروف و أشكرك أنك أتحت فرصة للتعليق هنا... لا أملك الجرأة حتى المشاركة برأيي فيما يحدث، لأني خائف معظم الوقت إن تحدثت بكلمة أن أرمى وراء الشمس و أتبهدل كما حصل لغيري ممن لم أسمع بهم في الفضائيات و إنما نعرفهم بالاسم... فأرجو يا سيدي الكريم حين تتحدث عن الحوار و تدعو له أن تخبرنا ما هو الضمان الذي يجعل الحوار متكافئا و يعطي الأمان لمن هم مثليفي الكلام و لا يتكرر ما تكرر مئات المرات مع غيري.
أعود و أقول مقالتك مفيدة و لكنها لا تنطبق على الوضع في سوريا بالنسبة لسوري يعيش في الداخل، و إنما هي تنطبق على مكان بعيد و مجهول تتضارب الأنباء عنه، و لذلك فإني أعتبر مقاتلك من قبيل الرقم سبعة، و هو إخراجها مقولة معينة من سياقها...
تحياتي لك
و كان ردي:
شكرا جزيلا لصاحبـ (ـة) التعليق مجهول الاسم.
من الطبيعي أن تبدو المقالة باردة و منعزلة عن المشاعر، و ذلك في الشطر التحليلي منها، و لكن هذا لا يعني جهالة بالواقع، و لا أن ما قلته هو محصور بالانترنت و الفضائيات، فالنظريات المذكورة كلها تتعلق بالسلوك المجتمعي بمعزل عن وسائط الاعلام. فالحوار الشخصي بين أفراد مجموعة معينة، أو تناقل الأخبار بعد تحورها و تغيرها عند النقل (حتى الشخصي منه) يتسبب في نفس الظاهرة. لكن التركيز على دور الفيس بوك و الفضائيات كان للدور الهام الذي لعبته كـ Catalyst في هذه المرحلة.
هناك أصابع خفية متعددة لعبت منذ البداية لاشعال الوضع لتحقيق مصالحها باستخدام العديد من الوسائط و بعضها موجود هنا، و هذا الدفق من المعلومات دخل إلى "الحياة اليومية" و بالتالي أصبحت هناك آلية من "النبؤات التي تحقق ذاتها" "self-fulfilling prophecy" حسب تعبير عالم الاجتماع الشهير ميرتون. آلية استخدام ذلك سياسياً تقوم على إدخال معلومة - نبؤة عن أمر ما، أو القيام بفعل ما، مما يتسبب في ردات فعل من اللاعبين المختلفين تحول هذه النبؤة إلى حقيقة، و بالتالي حتى لو ظهر لاحقاً أن المعلومة الاساسية -النبؤة- كانت خاطئة، أو ظهر من قام بالفعل، فإن تسلسل الاحداث التالي يخلق واقعاً جديداً مبنياً على وقائع هذه المرة، و يتم استثمار ذلك لاشعال سلسلة تفاعية تصعيدية Chain reaction. و للأسف فقد كان الحامل المجتمعي فس سورية مبنياً على غياب الثقة و تاريخ طويل من التنميط للآخر.
أشكرك مجدداً سيدي/سيدتي الكريمـ (ـة) على رأيك، و أتفق معك تماماً أن الخوف من المشاركة بسبب التهديد يجب أن يزول، و هو النقطة الأولى التي يجب التركيز عليها من الجميع في المرحلة اللاحقة. فهذا التخويف لا يتسبب بأي خير لأي أحد، رغم أنه قد يبدو الطريق الاسهل للبعض.
تحياتي و سلامي لك، و أؤكد لك أن اضطراري للكلام بهذه الطريقة "الباردة" ليس سهلاً علي، و لكن في زمن أصبحت فيه جميع القلوب و العقول حارة كالنار، لا بد أن نحاول النظر من وجهات نظر أخرى للمسألة، فالعقليات التي خلقت أزمة معينة لا يمكن أن تتمكن من حلها.
شكرا من جديد.و أخيرا قال نور:
مقالة تستحق القراءة.. يعطيك العافية :)
أوافق مع تعليق وائل، كما أتفق مع ردك حول المسؤولية.. ولكن يبقى السؤال قائما حول كيفية تفعيل هذه المسؤولية عمليا، والتحول من تشخيص الحالة إلى العمل لإيجاد منصة حوار كالتي أشرت إليها، بحيث - وإذا بقيت ضمن الإطار المفاهيمي الإجتماعي الذي استخدمته - توفر للمشاركين فيها الدافع الشخصي والاجتماعي للحوار الفاعل.. وعندي فضول لأقرأ مقالة أخرى تكتبها تبدي فيها رأيك عن كيفية تحقيق هذه الرؤية بعض أخذ الظروف والصعوبات بعين الاعتبار.
نور سامي
http://bit.ly/mh6dHp
و كان الرد:
شكرا جزيلا نور لتعليقك. المهمة التي طلبتها ليست بالسهلة أبداً و لكنها الخطوة الوحيدة الى الامام. قرأنا و نقرأ عن بعض الاقتراحات التي تضع بعض الشخصيات الاعتبارية كـ ضامن أو وسيط، و لكن في ظل الانعدام التام للثقة حالياً أعتقد أن الخطوة الأولى لا بد أن تكون من الفاعلين في كل جهة، و القيام بمراجعة نقدية حقيقية -و إن لم تكن معلنة- لما فعله في المحنة السابقة و محاولة فهم الجانب الآخر. دون التوقف عن الاستماع الى الاطراف المتطرفة و فتح الاذن و العين و القلب لهواجس الآخرين فأي اقتراح لن يكون مجدياً و سينظر إليه بتوجس كبير. أتمنى أن تشاركنا بمقترحاتك، و جزيل الشكر لك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق