عمر العيساوي: أعلن العالم انتهاء حرب لبنان التي بدأت تحت عنوان "الحرب الأهلية" لتتوسع وتشمل عند نهايتها مقولة "حرب الآخرين على أرض لبنان.
جورج حاوي: مع الأسف ليس صحيحاً أنها كانت حرب الآخرين على أرضنا بمقدار ما كانت حرباً لبنانية، وأننا نحن اللبنانيين يميناً ويساراً كنا أكثر تطرفاً من الذين دعمونا من الخارج، أكان ذلك إخوة لنا كالفلسطينيين والسوريين أو أعداء كإسرائيل.
وليد جنبلاط: نعود إلى السؤال الأساسي إلى القضية المركزية الأولى: أين يقع لبنان في خارطة الشرق الأوسط؟ ما هي هوية لبنان؟ هو غربي، هو عربي، هو مسيحي، هو مسلم، هو إسرائيلي؟! هذا هو السؤال الاستراتيجي، هذه هي.. تلك الثنائية التي حتى الآن لم تحسم، لم تحسم عام 43 عندما قالوا أن لبنان ذو وجه عربي، لم تحسم حتى في اتفاق الطائف عندما قالوا أن لبنان.. هوية لبنان عربية، لكن أصروا على الكيانية النهائية للبنان. لم تحسم في الثقافة، في التدريس، في التعليم، حسمت فقط في شيء معين واضح نتيجة التدخل السوري والرعاية السورية هي: عقيدة الجيش. أخيراً الجيش اللبناني.. أخيراً الجيش اللبناني في منشوراته في بياناته يقول: "العدو الإسرائيلي"، في الماضي لم يكن الجيش اللبناني ليردد هذا الأمر، كان.. كانت عقيدته معادية للعرب نتيجة النظام. لكن حتى هذه اللحظة لبنان ماذا.. ما هو لبنان؟ تجمع قبائل وطوائف وشتات، لم تحسم بعد الهوية النهائية.
السيد محمد حسين فضل الله: لبنان يمثل معادلة دولية حديدية، بحيث كنت أتصور ولا أزال أن لبنان في وجوده السياسي كدولة في المنطقة قد يكون أقوى دولة في المنطقة، على الأقل في الواقع العربي، ولعل الدليل على ذلك هو أن 17 سنة من الحرب لم تستطع أن، تسقط النظام.
قاسم جعفر (خبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية): الحرب الأهلية عادة تنتهي بشكل حاسم، وتنتهي بتغيرات اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية في البلد الذي تجري فيه. قد يتفتت هذا البلد ويتمزق مثلما حدث في الحرب اليوغوسلافية مثلاً، قد يتحول إلى بلد مختلف تماماً عما كان عليه في السابق مثلما حدث نتيجة الحرب الأهلية الإسبانية، احتاجت إسبانيا إلى خمسين عام للتخلص من آثار الحرب الأهلية التي دارت فيها سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً. بينما في لبنان نرى أن الحرب الأهلية أدت بالبلد إلى حيث كان بدأ.. انتهت وكأنها لم تحدث، على الأقل فيما يتعلق بنتائجها السياسية المباشرة على الوضع في لبنان. يعني لا التركيبة السياسية في البلد تغيرت فعلاً، لا التركيبة الاجتماعية تغيرت، لا الوضع العام للبلد تغير. كل ما حدث في البلد أن البلد دمر، اقتصاده دمر، وضعه الإقليمي دمر، كيانه تقريباً دمر أو استوعب أو آل إلى الزوال، وفي الوقت نفسه لم يتغير شيء.
جورج حاوي: في الحقيقة لم ينتصر أحد من اللبنانيين، انتصرت بعض المبادئ وبعض القيم وبعض العبر إذا استطاع اللبنانيون أن يفهموها، أما إذا استمروا ينظرون إليها نظرتهم السابقة فالكارثة آتية حتماً. إذا اعتقد فريق من اللبنانيين أنه انتصر وبدأ يمارس كما مارس الفريق الذي يُعتقد أنه انهزم، نكون قد انتقلنا من الشكوى من تسلط ذو سمة مارونية إلى تسلط ذو سمة إسلامية، وتعرف أنا لست طائفياً بل استخدم التعابير الشائعة في البلد.
جوني عبده: ما حدا خرج منتصر، كله خرج خسران، واللي منتصر.. اللي أعتقد حاله منتصر شايف حاله هلا مش منتصر، واللي أعتقد حاله مغلوب هلا شايف حاله غالب، والمشكلة كلها سوا إنه ما فيه حدا انتصر، حتى الوطن ما انتصر.
عمر العيساوي: في حرب لبنان جن جنون البشر، قتل لبنانيون لبنانيين لا لسبب سوى لاختلاف دين القاتل عن دين القتيل. في حرب لبنان ارتكبت كل الطوائف مجازر ببعضها البعض. في حرب لبنان اقتتل أبناء الطائفة الواحدة. في حرب لبنان قتل عشرات الآلاف في صراعات ميليشياوية وإقليمية ودولية. في حرب لبنان أريق الدم البريء المسيحي والمسلم فامتزجا دون فارق ودون هدف ودون جدوى!! في حرب لبنان دُمِّرت البلاد وأزهقت أرواح 150 ألف إنسان.
الأخضر الإبراهيمي: هذا اللي قدرنا عليه، هذا اللي قدرنا عليه. وبأذكر أنه بعد الطائف أحد الإخوان الشباب.. من جماعة عون يتقول لي: أنتو جبتوا لنا السوريين قلت له: إيه والله إحنا.. ما هو السوريين كانوا في.. شوا اسمه؟ في حلب وإحنا رحنا جبناهم بيروت!! السوريين موجودين، إحنا وقفنا حرب، وبعد.. يعني كان قلت له: أنا الآن ممكن نتنقل في سيارة واحدة بين.. وأنت أيضاً ممكن تنتقل وممكن تروح.. أصدقاءك في المنطقة الغربية اللي ما كانش.. ما كانش ممكن. طيب الآن الدور عليك، يلاّ ابني بلد كويِّس.
هناك تعليق واحد:
عمر العيساوي:
أعلن العالم انتهاء حرب لبنان التي بدأت تحت عنوان "الحرب الأهلية" لتتوسع وتشمل عند نهايتها مقولة "حرب الآخرين على أرض لبنان.
جورج حاوي:
مع الأسف ليس صحيحاً أنها كانت حرب الآخرين على أرضنا بمقدار ما كانت حرباً لبنانية، وأننا نحن اللبنانيين يميناً ويساراً كنا أكثر تطرفاً من الذين دعمونا من الخارج، أكان ذلك إخوة لنا كالفلسطينيين والسوريين أو أعداء كإسرائيل.
وليد جنبلاط:
نعود إلى السؤال الأساسي إلى القضية المركزية الأولى: أين يقع لبنان في خارطة الشرق الأوسط؟ ما هي هوية لبنان؟ هو غربي، هو عربي، هو مسيحي، هو مسلم، هو إسرائيلي؟! هذا هو السؤال الاستراتيجي، هذه هي.. تلك الثنائية التي حتى الآن لم تحسم، لم تحسم عام 43 عندما قالوا أن لبنان ذو وجه عربي، لم تحسم حتى في اتفاق الطائف عندما قالوا أن لبنان.. هوية لبنان عربية، لكن أصروا على الكيانية النهائية للبنان. لم تحسم في الثقافة، في التدريس، في التعليم، حسمت فقط في شيء معين واضح نتيجة التدخل السوري والرعاية السورية هي: عقيدة الجيش. أخيراً الجيش اللبناني.. أخيراً الجيش اللبناني في منشوراته في بياناته يقول: "العدو الإسرائيلي"، في الماضي لم يكن الجيش اللبناني ليردد هذا الأمر، كان.. كانت عقيدته معادية للعرب نتيجة النظام. لكن حتى هذه اللحظة لبنان ماذا.. ما هو لبنان؟ تجمع قبائل وطوائف وشتات، لم تحسم بعد الهوية النهائية.
السيد محمد حسين فضل الله:
لبنان يمثل معادلة دولية حديدية، بحيث كنت أتصور ولا أزال أن لبنان في وجوده السياسي كدولة في المنطقة قد يكون أقوى دولة في المنطقة، على الأقل في الواقع العربي، ولعل الدليل على ذلك هو أن 17 سنة من الحرب لم تستطع أن، تسقط النظام.
قاسم جعفر (خبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية):
الحرب الأهلية عادة تنتهي بشكل حاسم، وتنتهي بتغيرات اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية في البلد الذي تجري فيه. قد يتفتت هذا البلد ويتمزق مثلما حدث في الحرب اليوغوسلافية مثلاً، قد يتحول إلى بلد مختلف تماماً عما كان عليه في السابق مثلما حدث نتيجة الحرب الأهلية الإسبانية، احتاجت إسبانيا إلى خمسين عام للتخلص من آثار الحرب الأهلية التي دارت فيها سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً. بينما في لبنان نرى أن الحرب الأهلية أدت بالبلد إلى حيث كان بدأ.. انتهت وكأنها لم تحدث، على الأقل فيما يتعلق بنتائجها السياسية المباشرة على الوضع في لبنان. يعني لا التركيبة السياسية في البلد تغيرت فعلاً، لا التركيبة الاجتماعية تغيرت، لا الوضع العام للبلد تغير. كل ما حدث في البلد أن البلد دمر، اقتصاده دمر، وضعه الإقليمي دمر، كيانه تقريباً دمر أو استوعب أو آل إلى الزوال، وفي الوقت نفسه لم يتغير شيء.
جورج حاوي:
في الحقيقة لم ينتصر أحد من اللبنانيين، انتصرت بعض المبادئ وبعض القيم وبعض العبر إذا استطاع اللبنانيون أن يفهموها، أما إذا استمروا ينظرون إليها نظرتهم السابقة فالكارثة آتية حتماً. إذا اعتقد فريق من اللبنانيين أنه انتصر وبدأ يمارس كما مارس الفريق الذي يُعتقد أنه انهزم، نكون قد انتقلنا من الشكوى من تسلط ذو سمة مارونية إلى تسلط ذو سمة إسلامية، وتعرف أنا لست طائفياً بل استخدم التعابير الشائعة في البلد.
جوني عبده:
ما حدا خرج منتصر، كله خرج خسران، واللي منتصر.. اللي أعتقد حاله منتصر شايف حاله هلا مش منتصر، واللي أعتقد حاله مغلوب هلا شايف حاله غالب، والمشكلة كلها سوا إنه ما فيه حدا انتصر، حتى الوطن ما انتصر.
عمر العيساوي:
في حرب لبنان جن جنون البشر، قتل لبنانيون لبنانيين لا لسبب سوى لاختلاف دين القاتل عن دين القتيل.
في حرب لبنان ارتكبت كل الطوائف مجازر ببعضها البعض.
في حرب لبنان اقتتل أبناء الطائفة الواحدة.
في حرب لبنان قتل عشرات الآلاف في صراعات ميليشياوية وإقليمية ودولية.
في حرب لبنان أريق الدم البريء المسيحي والمسلم فامتزجا دون فارق ودون هدف ودون جدوى!!
في حرب لبنان دُمِّرت البلاد وأزهقت أرواح 150 ألف إنسان.
الأخضر الإبراهيمي: هذا اللي قدرنا عليه، هذا اللي قدرنا عليه. وبأذكر أنه بعد الطائف أحد الإخوان الشباب.. من جماعة عون يتقول لي: أنتو جبتوا لنا السوريين قلت له: إيه والله إحنا.. ما هو السوريين كانوا في.. شوا اسمه؟ في حلب وإحنا رحنا جبناهم بيروت!! السوريين موجودين، إحنا وقفنا حرب، وبعد.. يعني كان قلت له: أنا الآن ممكن نتنقل في سيارة واحدة بين.. وأنت أيضاً ممكن تنتقل وممكن تروح.. أصدقاءك في المنطقة الغربية اللي ما كانش.. ما كانش ممكن. طيب الآن الدور عليك، يلاّ ابني بلد كويِّس.
إرسال تعليق