6.6.14

هدى جمال عبد الناصر: النكسة و احداثها حسب كلام عبد الناصر

الكل كتب وتحدث عن عدوان 5 يونيو 1967 والظروف التى أحاطت به، إلا إنسان واحد، وهو الذى أعلن مسؤوليته كاملة عما حدث، ثم تولى بتفويض من الشعب الذى خرج يؤيده ويطالب ببقائه، ليس فى مصر وحدها وإنما فى العالم العربى كله، يومى 9 و10 يونيو. وعندما قبل الرجوع، دخل فى معارك داخلية وقاوم المؤامرات، وأصر على إعادة بناء جيش محترف قوى، يسترد الأرض ويطرد العدو الدخيل.

وقد وفى بالوعد.. وأدار حرب استنزاف على مدى ثلاث سنوات ونصف السنة، بدأت بالصمود ثم الردع واستعدت للتحرير، وخلالها تم تدريب نصف مليون مقاتل على الحرب الحديثة. آن الأوان- بعد 45 عاما- أن يُسمع صوت جمال عبدالناصر- للتاريخ وحده- وذلك من خلال محضر اجتماع اللجنة التنفيذية العليا، فى 3 و4 أغسطس 1967. (على موقع  ( http://www.nasser.org ولكن أستأذن القارئ فى أن أعرض فى عجالة لمقدمات العدوان، ثم أحداثه، أيضا من كلام جمال عبدالناصر:

خطاب الرئيس جمال عبد الناصر فى 23 نوفمبر 1967

أيها الإخوة المواطنون أعضاء مجلس الأمة:
لقد آثرت أن أجىء اليوم إلى مجلسكم الموقر بغير نص مكتوب كامل لحديثى معكم، وذلك عن اعتقاد بأن نوع الحديث الذى نحتاج إليه اليوم، هو حديث القلب للقلب، وهو حديث لابد له أن يكون مفتوحاً وطليقاً، لا تحده قيود النصوص الرسمية، ولا تحبسه الألفاظ المقررة سلفاً، والعبارات المكتوبة من قبل مناسبتها.


وقبل أن أبدأ هذا الحديث فإنى أود - أيها الإخوة - أن أسجل تقديرى واعتزازى بعودة مجلسكم الموقر إلى المشاركة الفعلية فى المسئولية؛ وذلك بعد أكثر من خمسة شهور حافلة وخطيرة منذ اليوم الذى أولانى فيه شعبنا العظيم ومجلسكم الموقر شرف الثقة الكبرى؛ التى عدلت بها عن قرار كنت قد اتخذته بالتنحى، فى أعقاب صدمة النكسة التى واجهها نضالنا فى الخامس من يونيو الماضى والأيام الخمسة التى تلته. فى ذلك الوقت كنت - لأسباب شرحتها من قبل فى خطابى إلى الأمة - قد طلبت التنحى عن رياسة الجمهورية وعن العمل السياسى كله، ولكن جماهير الشعب - وأنتم فى الطليعة منها - رفضت ما طلبته، وصممت على أن أظل فى موقعى من العمل الوطنى. ولم يكن أمامى غير أن أطيع نداء شعبنا وأنتم فى الطليعة منه، وكان أن أضفتم أنتم أيضاً إلى ثقة الشعب الغالية تفويضاً إلى بمواجهة كل ما لابد من مواجهته من تطورات الأزمة ومقتضيات ظروفها. وإذ يعود مجلسكم الموقر الآن إلى مباشرة أعمال دورته الخامسة بعد صيف طويل وعصيب؛ فإنى أشعر بواجب أن أعرض عليكم صورة أمينة للتطورات منذ كانت هبة الشعب العظيمة يوم ٩ و١٠ يونيو والتى اعتبرتها تجديداً للثورة، ولقد كانت كذلك فعلاً، ومنذ كان تفويضكم الكريم لى بمواجهة احتمالات الموقف وتطوراته.

4.5.14

الشيخ طاهر الجزائري: "محمد عبده السوري"

"محمد عبده السوري": دراسة عن طاهر الجزائري و أثره 

تأليف: جوزف اسكوفيتز 

الشيخ طاهر الجزائري
 أشار محمد كردعلي إلى أستاذه و صديقه الحميم: الشيخ طاهر الجزائري بأنه "محمد عبده السوري"، و لكن كردعلي لم يكن الوحيد الذي أشار إلى تأثير الجزائري في سورية في أواخر القرن التاسع عشر و مطلع القرن العشرين، فقد قارنه ألبرت حوراني أيضاً بمحمد عبده: 
 "كانت الأفكار المماثلة لأفكار محمد عبده تملأ الجو في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، حيث نجد مجموعات مماثلة من المصلحين في جميع البلدان الاسلامية المتطورة، و قد يكون من التبسيط المبالغ به تفسير ذلك بتأثير الأفغاني و عبده. من الممكن القول أن سبب تأثير العروة الوثقى يكمن في وجود مسبق لمجموعات صغيرة من المسلمين الذي كانوا يفكرون بنفس الطريقة مما جعل العروة تتمتع بالشعبية. و كان في سورية أشخاص مماثلون في كل مراكز التعليم الاسلامي الكبرى، و من بينهم من عاصر تقريباً محمد عبده و كانت له بعض الاتصالات به و هو طاهر الجزائري الذي كان كاتباً في مجال الأدب و اللغة و كانت لأعماله أهمية كبيرة في تأسيس المدارس المعاصرة و حفظ الكتب القديمة."
 أما هشام شرابي فكان اكثر وضوحا في التأكيد على أهمية و تأثير الجزائري حيث اعتبره "المحرك الأساسي للاصلاح الاسلامي في سورية". كما أن شرابي لاحظ التماثل بين حلقات المريدين التي تجمعت أولاً حول جمال الدين الأفغاني ثم حول عبده و بين الحلقات التي تشكلت في دمشق حول الجزائري الذي "كان تلامذته تقريباً كل المثقفين المسلمين الذين برزوا في دمشق قبيل الحرب العالمية الأولى". و مكانة الجزائري يثبتها عدد من السير الذاتية و كتابات التقريظ باللغة العربية، و من أهمها ما كتبه كردعلي في "كنوز الأجداد". و لكن ليست هناك أي دراسة عن الجزائري في أي لغة أجنبية، و حتى الطبعة الجديدة من "موسوعة الاسلام" تجاهلته، حتى هذا الوقت على أقل تقدير. و الهدف من هذه الدراسة هو تقديم مقدمة عامة عن حياة الجزائري و أعماله الاصلاحية و مناقشة تأثيره على واحد من أشهر تلامذه المخلصين، محمد كردعلي.